fredag 5 mars 2010

استقلالية المراة



وصلني ايميل يقول بان العلماء قاموا بتجارب عديدة على القرود للتعرف على سلوكها منها هذه التجربة كما وردت في الايميل:
كيف تتم صناعة الغباء؟
مجموعة من العلماء و ضعوا 5 قرود في قفص واحد
و في وسط القفص يوجد سلم و في أعلى السلم هناك بعض الموز
في كل مرة يطلع أحد القرود لأخذ الموز يرش العلماء باقي القرود بالماء البارد
بعد فترة بسيطة أصبح كل قرد يطلع لأخذ الموز, يقوم الباقين بمنعه
و ضربه حتى لا يرنشون بالماء البارد
بعد مدة من الوقت لم يجرؤ أي قرد على صعود السلم لأخذ الموز على الرغم من كل الإغراءات خوفا من الضرب
بعدها قرر العلماء أن يقوموا بتبديل أحد القرود الخمسة و يضعوا مكانه قرد جديد
فأول شيء يقوم به القرد الجديد أنه يصعد السلم ليأخذ الموز
ولكن فورا الأربعة الباقين يضربونه و يجبرونه على النزول
بعد عدة مرات من الضرب يفهم القرد الجديد بأن عليه أن لا يصعد السلم مع أنه لا يدري ما السبب
قام العلماء أيضا بتبديل أحد القرود القدامى بقرد جديد
و حل به ما حل بالقرد البديل الأول حتى أن القرد البديل الأول شارك زملائه بالضرب و هو لايدري لماذا يضرب
و هكذا حتى تم تبديل جميع القرود الخمسة الأوائل بقرود جديدة
حتى صار في القفص خمسة قرود لم يرش عليهم ماء بارد أبدا
و مع ذلك يضربون أي قرد تسول له نفسه صعود السلم بدون أن يعرفوا ما السبب
لو فرضنا ..
و سألنا القرود لماذا يضربون القرد الذي يصعد السلم؟
أكيد سيكون الجواب : لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا له هكذا
“عادات وتقاليد”
شو ماسمعت سمعني مرة ثانية ؟؟؟
“عادااااات وتقاااااليد”
اهااااا هاي الكلمتين يللي ناكبة شرقنا
هناك شيئين لا حدود لهما ... العلَم و غباء الإنسان
هكذا قال أينشتاين.
لااعرف مدى صحة هذه الدراسة العلمية وفي اي دولة او اي جامعة في العالم قد اجريت واتمت هذه الدراسة.
لكن انا ارى المنطقية والعقلانية في النتائج رغم اضافة بعض الفكاهة من قبل اخرين من خارج الفريق العلمي واريد ان اركز على جملة -لا ندري ولكن وجدنا آباءنا وأجدادنا!!-
فهل ما جاء به ابائنا واجدادنا من عادات وتقاليد بالية صحيح ويجب علينا الاخذ به بشكل كامل؟ مثلا استقلالية المرأة بسكنها ونظرة المجتمع لها, ولماذا النظرة السيئة في هكذا حالات؟
نشرموقع ايلاف تحقيقا عن النساء العراقيات الواتي اجبرن على السكن باستقلالية لظروف التي مرت بالعراق.


لماذا تتهم المراة المستقلة حيث ان كانت في العراق ام في اي بلد اسلامي او شرق اوسطي بالفاسدة او المشبوهة او مرادفات اخرى حتى لو كانت ملتزمة بالاخلاق والظوابط التي يريدها المجتمع, هنا لا استطيع ان اقول ملتزمة بالاخلاق واسكت لان مفهوم الاخلاق يختلف ويقاس على عدة مقايس باختلاف المجتمعات.
في الغرب تعتبر استقلالية المراة في منزلها الخاص وعملها هي مرحلة طبيعية وصحية جدا تعكس مدى قدرة المراة على مواجهة الحياة واتخاذ القرارات الشخصية ولا ضرر في استشارة الاهل في بعض الاحيان لكن يبقى القرار الاخير بيدها هي وهي الامر والناهي.



في الشرق الاوسط وبلاد المسلمين المراة مراقبة منذ يوم ولادتها من قبل الاب والاخوة حتى البلوغ وبعد ذلك

الاب يملكها كاي قطعة اثاث في المنزل حتى يوم زواجها للتنتقل الى مالك جديد وبعقد بيع وشراء يوقع مابين الاب والزوج!عفواً المالك الجديد!! وانا اكتب هذا البوست شاهدت بالصدفة مسلسل خليجي في احدى حلقاته يعرض كيفية استغلال الاب لبناته الموضفات ليضع رواتبهن في جيبه بحجة انه هو من تعب وسهر حتى اصبحن موضفات وكان يرفض جميع من تقدموا لبناته بالشروط التعجيزية للاستمرار في استغلالهن حيث يعملن طوال الشهر مقابل الفتات من الراتب!!
فليس من حق المراة السكن والاستقلالية عن العائلة, وفي حال وفاة الزوج او تطليقها فيجب عليها الرجوع لبيت العائلة لتعيش عند الاهل عالهامش كارملة او مطلقة وبلقب خادمة بامتياز. اما اذا اختارت منزلها المستقل فستكون حكاية على كل لسان والعار لاهلها وستحاك المئات من القصص للنيل من هذه المسكينة! هذا في حال لو استطاعت اتخاذ قرار الاستقلال من غير ان تخترقها رصاصة, او سكين يقطع ويمزق احشائها من قبل من يدعون الشرف! هذا وجه اخر من اوجه الشرق الاوسط والبلاد الاسلامية المتخلفة التي لاتستطيع استبدال ردائها القذر المتعفن المهترئ.
فاذا كان هناك من يقول بان الاستقلالية للمراة مجلبة للفساد طبعا الفساد بالمفهوم الشرق اوسطي! فاقول له بان نسبة النساء المستقلات في منطقتنا نسبة لاتذكر لقلتها ومع ذلك الفساد اصبح يُرى بشكل علني بعد ان خرج عن وضعه السري! فهل لي ان اعرف اين المشكلة في استقلالية المراة؟؟ وطابت اوقاتكم..