onsdag 14 januari 2009

الكيل بمكاييل.. هذا هو مكيال المسلمين والعرب!!

دارت حروب طاحنة ومجازر قتل بها الالاف عندما كان النظام العراقي السابق يحكم بيد فولاذية, ومغامراته في كوردستان العراق في منتصف السبعينيات من القرن العشرين, وبعدها حرب الثمان سنوات ضد ايران واستخدام جميع الاسلحة المحرمة دوليا ضد الابرياء المدنيين سواء داخل المدن الايرانية المتاخمة للحدود العراقية او حتى ضد المدن العراقية الحدودية واشهرها مجزرة حلبجة. وبعد الاحتلال الامريكي للعراق وتدمير العراق على يد ميليشيات القاعدة وجيش المهدي وغيرها من المجموعات المسلحة حيث قتل مايقارب المليون عراقي و ملايين اللاجئين في دول المجاورة وانزلاق الكثير من العوائل العراقية للدعارة والفساد لاجل تامين لقمة العيش.

اثناء هذه الفترة قتل المئات الالاف من المدنيين على يد الميليشيات المتناحرة وعلى يد الجيش السوداني الحكومي على بقعة ارض تقدر مساحتها بمساحة لبنان وتدعى اقليم دارفور.

لو عدنا الى فترة التسعينيات قتل الالاف من الجزائريين على ايدي مجموعات مسلحة اسلامية متشددة..
قبل بضع اعوام دمرت لبنان بسبب مغامرات حزب الله الايراني في الجنوب ..
كل هذه الاحداث التي ضربت ولازالت تضرب هذه المنطقة لم يخرج عربي واحد لاستنكار والتظاهر ضد ماحدث من تلك الحوادث التي ذكرتها , بل لازال المطبلون لصدام والبشير ولحزب الله والميليشيات الاسلامية الجزائرية ولابن لادن وللزرقاوي وغيرهم من تلطخت ايديهم بدماء الابرياء.. قد زاحموا فضاء الاعلام سواء في الانترنت او في التلفزيون بدفاعهم وتهليلهم وجعلهم رموزا وابطال وهم ليسوا سوى مجموعة مجرمين بشهادة التاريخ والعقل والمنطق.

اليوم احداث غزة اثبتت ازدواجية الاخلاق والمعايير عند العرب واثبتت بشكل قاطع كاثبات تشخيص الطبيب للمريض ان امة العرب والمسلمين مصابون بمرض حساسية شديدة تدعى اسرائيل واثبتت ايضا وجود المعادلة الغير معقولة في الثقافة العربية والاسلامية وفي العقل العربي الاسلامي والمعادلة المستخلصة هي كالاتي : حاكم عربي مسلم يقمع شعب عربي مسلم رد الفعل هو شعب يستاهل ومايجي الا بتكسير الراس !!!! حاكم عربي مسلم يقمع شعب غير عربي مسلم الرد هو: يستاهلون شعب عميل!!! وهكذا!!

لست بصدد الدفاع عن اسرائيل او عن حماس لكن ضمير الانسان يجب ان يستنكر القتل وسفك الدماء مثلما طال القصف الاسرائيلي الابرياء طالت صواريخ حماس قبل ذلك الابرياء من الاسرائيليين وعلى العرب والمسلمين ان ينظروا ويقيموا الاحداث بضمير حي بمكيال واحد وان يبتعدوا عن التطبيل والتهليل لفلان والتحقير والشتم لفلان..